بين الحين والآخر، يخرج علماء الآثار باكتشافات من شأنها ان تبهر الإنسانية جمعاء، ذلك لما تحمله مكتشفاتهم من أهمية بالغة للحياة المستقبلية على هذا الكوكب، فمن يصدق ان الصحراء الكبرى، كانت في يوم ما عبارة عن واحة خضراء، يقطنها البشر وأنواع الحيوانات المنقرضة بسبب مكانتها الصحراوية اليوم. ومن كان ليصدق ان غابات الأمازون والتي تعد البكر على دخول البشر إليها، كانت عبارة عن قرى بشرية واسعة.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم المكتشفات والاحفوريات القديمة لمدن طامسة المعالم، وقرى يعود تاريخها إلى آلاف الأعوام:
جدران مدينة القدس القديمة واكتشافها خلال أعمال حفر
كشف علماء الآثار الاسرائيليون النقاب عن جدار يحيط بالقدس عمره 2100 عام بالاضافة الى زجاجتين من الجعة تركهما باحثون في القرن التاسع عشر كانوا أول من اكتشف تلك الجدران الصخرية الدفاعية.
ويرجع تاريخ الجدار الذي يقع على جبل الحصن (جبل صهيون) عند الحافة الجنوبية للبلدة القديمة في القدس الى فترة ما يسمى بالهيكل اليهودي الثاني. الذي دمر على يد الرومان عام 70 بعد الميلاد. بحسب رويترز.
وقال يحيئيل زلينجر الذي يشرف على اعمال الحفر التي تتم لحساب دائرة الآثار الاسرائيلية ان موقع الجدار يشير الى أن القدس توسعت باتجاه الجنوب في ذلك الوقت لتصل الى اكبر مساحة لها في العصور القديمة.
وأضاف أن الجدار البالغ ارتفاعه 3.2 متر غير مستند الى أية دعائم أية مواد ساندة أخرى وهو جزء من تحصينات تمتد ستة كيلومترات حول المدينة. ويبلغ محيط الجدار الحالي المحيط بالبلدة القديمة في القدس اربعة كيلومترات.
وتوارى الجدار القديم على جبل الحصن عن الانظار بمرور الوقت. واكتشف حاجز صخري اخر خلال أعمال الحفر والذي بني في الموقع خلال العصر البيزنطي بعد أكثر من 250 عاما بعد ذلك. ورغم ذلك فأن الجدار الثاني اتبع بالضبط تقريبا نفس المسار.
وقال زلينجر: خلال هذين العصرين كانت القدس هي المركز... لليهود خلال فترة الهيكل الثاني وللحجاج من العالم المسيحي (خلال العصر البيزنطي).
هل كانت الصحراء الكبرى واحة خضراء؟!
قال باحثون انهم اكتشفوا مقبرة تعود للعصر الحجري على شواطىء بحيرة قديمة جافة بالصحراء الكبرى كانت تمتليء بهياكل عظمية لبشر واسماك وتماسيح عاشوا عندما كانت الصحراء الكبرى بأفريقيا واحة خضراء.
وقال بول سيريبنو الباحث بجامعة شيكاجو ان موقعا يعود تاريخه لعشرة الاف عام بالنيجر يطلق عليه (جوبيرو) اي قبر كما يسميه الطوارق اكتشف في عام 2000 ولكن المجموعة لن تجمع سوى مؤخرا فقط معلومات كافية لاستكمال تقرير شامل. بحسب رويترز.
وعثر الفريق على مجموعة من العظام البشرية والحيوانية والمصنوعات اليدوية خلال عمليات بحث عن حفريات لديناصورات.
وقال سيرينو الذي اكتشف الموقف خلال عمله مع ناشونال جيوجرافيك: اكتشفت اننا كنا في الجنة الخضراء.
ويضم الموقع 200 قبر على الاقل يبدو انها كانت تخص منطقتين منفصلتين عن بعضهما بما يصل الى الف عام.
تعد الصحراء الكبرى من كبريات المناطق الصحرواية في العالم ويعود تاريخها لعشرات الالاف من السنين ولكن تغييرا في مدار الارض قبل 12 الف عام جلب رياحا موسمية الى الشمال اكثر.
وجمع افراد الفريق بعضا من بقايا مينا الاسنان من الهياكل البشرية وحبوب اللقاح والعظام وفحصوا التربة والادوات لتحديد تاريخ الموقع والاعمال اليدوية والبقايا.
إحفوريات بشرية في حوض الأمازون
قالت دورية ساينس جورنال العلمية إن حوض نهر الأمازون كان موطنا يوما ما لبلدات وقرى كثيفة السكان.
وأضافت الدورية العلمية إن هذا الجزء من الأمازون، والذي كان يعتبر غابة عذراء لم تطأها قدم بشر، كان في الحقيقة موطنا لنشاط إنساني كثيف.
ووجد الباحثون آثار مستوطنات بشرية مبنية حول مراكز سكنية كبيرة وترتبط فيما بينها بشبكة من الطرق.
وهناك أدلة أيضا على ممارسة سكان هذه المستوطنات الزراعة وأيضا أدلة على بقايا مزارع أسماك . وهذه المستوطنات مغطاة الآن بالكامل بالغابات.
ويرجع النشاط الإنساني في هذه المنطقة إلى ما قبل حقبة وصول الاوروبيين إلى منطقة زينجو العليا الموجودة في الجزء البرازيلي من غابات الأمازون في القرن الخامس عشر.
وبالرغم من آثار هذه المستوطنات البشرية غير بارزة المعالم، إلا أن أعضاء في قبيلة كيوكورو تعرفوا عليها. ويعتقد أن أبناء هذه القبيلة هم أحفاد هؤلاء الناس الذين بنوا هذه المستوطنات.
وقد استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية وأجهزة تحديد المواقع الملاحية GPS من أجل كشف هذه المستوطنات ورسم خرائط لها وذلك على مدى عقد كامل من الزمن.
ووجد الباحثون أدلة على وجود سدود مائية وبحيرات صناعية في هذه المستوطنات البشرية، حيث يعتقد أن هذه البحيرات كانت تستخدم في زراعة الأسماك.
ويعتقد أن الناس الذين كانوا يسكنون في هذه القرى والبلدات قد أبيدوا من قبل الاستعماريين الاوروبيين والأمراض التي جلبوها معهم.
مدينة أثرية في حلب تعود إلى ثلاثة ألاف سنة
اعلن رئيس شعبة التنقيبات الاثرية في مدينة حلب شمال سوريا يوسف كنجو ان البعثة الاثرية السورية اليابانية العاملة في كهف الديدرية التابع للمدينة عثرت على مكتشفات اثرية هامة يعود بعضها الى 300 الف سنة.
ونقلت وكالة الانباء السورية عن كنجو قوله ان هذه المكتشفات الاثرية هامة جدا على الصعيدين المحلي والعالمي. بحسب كونا.
واوضح انه تم اكتشاف اقدم مبنى اثري في سوريا وهو يعود الى الحضارة النطوفية التي انتشرت في فلسطين ما يدل على انتشار هذه الحضارة شمال سوريا مشيرا الى انها المرة الاولى التي تكتشف فيها مبان اثرية بهذا الحجم تعود الى تلك الفترة التاريخية.
وأضاف ان المباني المكتشفة تمثل انصاف دوائر بني قسمها السفلي من الحجارة الطبيعية على ارتفاع متر واحد بينما تم تجهيز قسمها العلوي باغصان الاشجار التي وجدت محترقة في مكانها الطبيعي وتم كشف خمسة مبان اثرية متتالية تقع جميعها ضمن كهف الديدرية سيتم المحافظة على وضعها الحالي نظرا لاهميتها التاريخية.
واشار كنجو في تصريحه الى انه تم اكتشاف ادوات حجرية في نفس المكان على عمق اربعة امتار من ارضية الكهف يعود تاريخها الى الفترة اليبرودية قبل 300 الف سنة وهي المرة الاولى ايضا التي تكتشف آثار هذه الحضارة في شمال سوريا بعد اكتشافها سابقا في منطقة يبرود بالقرب من دمشق ومنطقة الكوم في البادية السورية وهذا دليل على انتشار وتوسع هذه الحضارة الى اماكن بعيدة عن مركزها الاصلي.
كما اكتشفت البعثة بعد تنقيبها في القسم الخلفي من الكهف بقايا هيكل عظمي لطفل يندرتالي يعود تاريخه الى ما قبل 50 الف سنة وهو الثالث في كهف الديدرية وسوريا.
يذكر ان كهف الديدرية يعتبر من اهم الكهوف العالمية حيث سكنه الانسان قبل 300 الف سنة وتعاقبت عليه اهم ثلاث حضارات وهي الحضارة اليبروديه والموسيترية والنطوفية.
تمثال جديد لبوذا في أفغانستان طوله 19 مترا
اكتشف خبراء الآثار تمثالا لبوذا طوله 19 مترا وعشرات من القطع الاثرية الاخرى في وسط أفغانستان قرب تمثالين كبيرين حطمتهما حكومة طالبان المتشددة قبل سبعة اعوام.
وصرح مسؤول أفغاني بأن الفريق كان يبحث في الاصل عن تمثال ضخم لبوذا في الوضع الراقد يعتقد ان أحد الزوار الصينيين شاهده قبل عدة قرون حين وجد القطع الاثرية في اقليم باميان بوسط أفغانستان. بحسب رويترز.
وقال محمد ضياء أفشر المستشار بوزارة الثقافة والاعلام الافغانية: اكتشف في الاجمالي 89 قطعة أثرية منها عملات نقدية وقطع فخارية وتمثال طوله 19 مترا.
وذكر أن التمثال وهو في وضع نائم متضرر بشدة. وقال إن القطع الاخرى من بقطريان وهي مقاطعة في القسم الشمالي من افغانستان ومن الحضارات الإسلامية والبوذية.
ويقع اقليم باميان على طريق الحرير القديم ويربط بين الشرق والغرب وكانت مركزا بوذيا نشطا حيث كان الرهبان يعيشون في كهوف.
وفي عام 2001 نسفت حركة طالبان الإسلامية المتطرفة تمثالين ضخمين لبوذا محفورين عند سفح جبل رغم المناشدات الدولية. وفي اواخر ذلك العام اسقطت القوات الأمريكية حكومة طالبان وبدأ العمل في ترميم أكبر التمثالين المدمرين وكان أكبر تمثال في العالم لبوذا وهو واقف. ومن المتوقع ان تستغرق عملية الترميم عشر سنوات.
وصرح أفشر بأن الكشف الجديد أثار الامل في العثور على تمثال لبوذا قال الزائر الصيني ان طوله 300 متر ويرقد في باميان.
وعانت أفغانستان من عقود من التدخل الاجنبي وحرب اهلية. ودمر او نهب الكثير من اثارها التي ترجع إلى حضارات عدة.
وفي ابريل نيسان قال علماء انهم عثروا في كهوف قرب تمثالي بوذا المدمرين في باميان على ادلة دامغة على أول لوحات زيتية في العالم ترجع الى مئات السنين قبل ظهور اللوحات الزيتية في أوروبا.
وذكروا ان عينات هذه اللوحات ترجع إلى القرن السابع الميلادي بينما لم يضف الزيت إلى الالوان في أوروبا إلا في القرن الثالث عشر ولم تستخدم الالوان الزيتية في أوروبا على نطاق واسع حتى اوائل القرن الخامس عشر.