حث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الأربعاء العقيد معمر القذافي والمعارضة الليبية على وقف القتال وإجراء محادثات، لكن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي – الهيئة السياسية للثوار- قال إن عهد القذافي الذي يكتنف الغموض مكان اختفائه في ليبيا قد انتهى، وأنه سيتم القبض عليه لمحاكمته عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الليبي.
وأضاف ميدفيديف بعد محادثات أجراها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل في قاعدة عسكرية في سيبيريا "نريد أن يتوصل الليبيون لاتفاق فيما بينهم"، وتابع "نريده (القتال) أن يتوقف بأسرع ما يمكن وأن يجلسوا على مائدة التفاوض ويتوصلوا لاتفاق بشأن مستقبل ليبيا".
وفي الوقت الذي أشار فيه الرئيس الروسي- الذي عارضت بلاده العملية العسكرية ضد ليبيا- إلى أن القذافي مازال يتمتع بقدر من النفوذ والقدرات العسكرية رغم نجاحات المعارضة، قال إن بلاده يمكن أن تعترف بالمعارضة كحكومة رسمية لليبيا ان أمكنها توحيد البلاد، بحسب وكالة "رويترز".
من جانبه، أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي – الهيئة السياسية للثوار ببنغازي- أن "عهد القذافي قد انتهى"، موضحًا أن "كل شيء سينتهي فقط بإلقاء القبض عليه وإدانته على الجرائم ارتكبها"، مشيرا إلى أن "العقيد وأتباعه سيُدانون في ليبيا ضمن محاكمة عادلة".
وأضاف عبد الجليل وزير العدل السابق في حكومة القذّافي في مقابلة مع صحيفة (لا ريبوبليكا) تنشرها الخميس،، أنه استقال "للشراسة التي أراد العقيد بها قمع أعمال الشغب في طرابلس"، وعندما "أمر الجنود بإطلاق النار على حشد الناس العزل، قررت أنني لن أشغل هذا المنصب يوما آخر، لذلك ذهبت إلى بنغازي ووضعت خدماتي بين أيدي الثوار".
وأعرب عن مخاوفه من عمليات انتقامية من جانب الثوار، "أخشى أن يعمد أحدهم إلى تطبيق قانون الانتقام، ربما أولئك الذين فقدوا ابنا أو أخا في سجون القذّافي"، موضحا "طلبت من رجالنا الحفاظ على الأشياء والناس، وعدم اضطهاد أعدائهم السابقين وتطبيق العدالة الشخصية" وفق تأكيده
ولفت رئيس المجلس الوطني الانتقالي إلى أن أفكاره واضحة بشأن ليبيا الجديدة، "ستكون بلدا مختلفا عن الماضي، يقوم على مبادئ الحرية والمساواة والإخاء"، مؤكدا أن "ليبيا الجديدة ستمتلك علاقات قوية بالدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والتعاون، وستكون عضوا فاعلا في المجتمع الدولي، وستحترم كل المعاهدات التي أقيمت مسبقا"، مشيرا إلى أن "ليبيا ما بعد القذّافي ستربطها علاقات خاصة بالدول التي دعمت نضالنا من أجل التحرر منذ بدايته، والتي تمثل ايطاليا إحداها بالطبع" حسب قوله
وأكد عبد الجليل أنه "سيتم خلال ثمانية أشهر إجراء انتخابات تشريعية وبرلمانية ورئاسية"، منوها بـ"الرغبة بحكومة ديمقراطية ودستور عادل"، وقبل كل شيء "لا نريد أن نكون معزولين عن العالم كما كنا حتى الآن"، على حد تعبيره.
التاريخ 2011-08-24 06:35:23