انتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية رد فعل المسئولين الإسرائيليين حول واقعة مقتل الجنود المصريين على الشريط الحدودي في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن سارعت تل أبيب إلى احتواء الأزمة مع جارتها الجنوبية التي تحتفظ معها باتفاقية سلام منذ أكثر من 30 عاما، من خلال إبداء "الأسف" و"الاعتذار" عن الحادث الذي وقع عقب هجمات إيلات التي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين.
وقالت إنه كان يتوجب على المصريين المبادرة للاعتذار بدلاً من مطالبة إسرائيل نفسها بالاعتذار وإجراء تحقيق مشترك معها حول ملابسات الحادث الذي نجم عنه أسوأ أزمة في العلاقات المصرية – الإسرائيلية منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك ما دعا تل أبيب إلى احتوائها من أجل الحفاظ على معاهدة السلام
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إنه في الوقت الذي تقصف فيه صواريخ "الجراد" جنوب إسرائيل وتدخل "العصابات الارهابية" عبر الحدود مع سيناء، يدفع المجلس العسكري الحاكم في مصر الحكومة الإسرائيل لتحني رأسها أمام القاهرة. وأضافت أن هذا يأتي بينما "يتبول الفلسطينيون غزة على جنوب إسرائيل بصواريخهم يوميًا، يبصق المصريون علينا وبشكل مباشر من القاهرة، أما نحن فنقول كل هذا ليس إلا ماء عذب".
وتابعت في سياق انتقادها الموقف الإسرائيلي بالرغم من مقتل ثمانية إسرائيليين في هجمات إيلات، بينهم اثنين وصفتهما بأنهام من أفضل المحاربين، إن وزير الدفاع إيهود باراك عبر عن أسفه لمصر خوفًا من سحب سفيرها لدى إسرائيل، فيما قام شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي بالتذلل أمام قيادة الجيش المصري، بينما تهاجم السفارة الإسرائيلية بمصر وقنصليتها بالإسكندية من قبل المئات ممن وصفتهم بـ "المتهورين المطالبين بسفك دم اليهودي".
ومضت إلى التساؤل: "لماذا نحني رؤوسنا ونقول إن هذا ماء؟، المصريون يبصقون علينا والفلسطينيون يتبولون"، وقالت إنه "من غير الواضح متى أصبحت إسرائيل دولة رخوة وهشة"، وإن الجيش الإسرائيلي الذي وصفته بـ "صاحب الامجاد والذي كان الأقوى في العالم لم ينجح في ردع بعض العصابات الإرهابية سريعة الزوال". وأضافت: "جيراننا العرب يعرفون أننا كإسرائيليين نفعل كل شئ لئلا ندخل في حرب، وليس مهمًا عندنا كم سنهين أنفسنا لتحقيق ذلك".
وفي حين عابت على إسرائيل هذا الموقف "المهين" ترى أن مصر التي انطلق منها منفذو هجمات إيلات كان يتعين عليها تقديم الاعتذار، مضيفة: "بدلا من أن يقوم المصريون بالاعتذار على الهجمة البشعة التي خرجت من أراضيهم وحدودهم يطالبون كنظرائهم الأتراك بلجنة تحقيق اسرائيلية. المصريون غير مستعدين للاكتفاء بإذلالنا على يد وزير الدفاع إيهود باراك وشيمون بيريز".
الموقف ذاته عبرت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت، متسائلة: "لماذا نهين أنفسنا؟" في سياق تعليقها على المظاهرة المليونية التي دعا إليها نشطاء مصيون ضد إسرائيل أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة غدا الجمعة.
وتابعت: في الوقت الذي من المفترض فيه أن نهاجم قطاع غزة ونسقط حكومة "حماس" الإرهابية هناك ونوفر على أنفسنا دماء كثيرة ستسقط من جسد إسرائيل بسبب الصواريخ المنطلقة من القطاع، تفضل الحكومة الإسرائيلية ووزراؤها وضع رؤوسنا في الوحل من خلال الإعراب عن الأسف لمصر عن قتلاها من الجنود على الحدود.
وقالت إن المليونية المرتقبة في القاهرة تأتي بينما تهين الحكومة الإسرائيلية نفسها أمام المصريين.
في سياق الخط الهجومي على مصر، حذرت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي من أن خطر اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لا يزال قائما بينما يتمركز المئات من المتظاهرين أمام مبنى السفارة يوميا. وأضافت إن السفارة الإسرائيلية لا تزال تحت حصار المتظاهرين المطالبين بإغلاقها وقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها من القاهرة.
وأشارت إلى أن الاثنين الماضي شهد تجمع المئات حول المبنى، لافتة إلى أن موقع جماعة "الإخوان المسلمون"- التي قالت أنها وقفت وراء المظاهرات حول السفارة- نشر تقارير عن دعوة المتظاهرين للسفير بالرحيل، وحول أن المتظاهرين رفعوا لافتات مكتوب عليها: "الشعب يريد طرد السفير الصهيوني من مصر".
Date: 2011-08-25 22:40:30