طرقات مسدودة وتراموي معطل وهتافات "الله أكبر".. احتفالات "أورازا بايرام" (عيد الفطر) تخطت الثلاثاء حدود أكبر مساجد موسكو الذي غص بالمؤمنين.
عشرات الآلاف من المسلمين، نحو 500 ألف بحسب تقديرات الشرطة الروسية ، حضروا لتأدية صلاة العيد في هذا المسجد الذي يتسع فقط لنحو 800 شخص كحد أقصى.
ينتشر في المكان واهبو صدقة ومآدب تقليدية ومتسولون ينتظرون صدقة كريمة بمناسبة عيد الفطر.
فيلفت أحمد جوسينوف (45 عاما) "هذا عيد مقدس بالنسبة إلى جميع المسلمين. وما من مجال لعدم الحضور".
وهذا المجسد الذي يعتبر الأكبر في موسكو لا يلبي حاجات المجتمع المسلم المتنامي في العاصمة الروسية.. فخلال الأعياد الدينية الكبرى يزدحم المسجد بالمصلين ولا يسعهم.
ولأن المسجد امتلأ منذ الفجر بالمصلين، اضطر المؤمنون الذين وفدوا اليوم الثلاثاء للجوء إلى الأرصفة والطرقات المحاذية وسكك التراموي كما تسلقوا الأبنية المجاورة والمصابيح وصولا إلى محطة المترو الواقعة على بعد 500 متر.. وكل ذلك في محاولة للاقتراب أكثر من المكان.
هناك، مئات رجال الشرطة الروسية، عشرة منهم على الأحصنة، طوقوا المنطقة المحيطة بالمسجد. وقد أبقوا على بعض الممرات الصغيرة مفتوحة، لا سيما باتجاه المترو، إلا أنهم أغلقوها بعد البدء بالصلاة الرئيسية، ما أثار استياء المارة من غير المصلين.
فتمتعض نينا سافرونوفا (50 عاما) قائلة "لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان. كل شيء مغلق وفي وسط موسكو أيضا".
من جهتهم، تزاحم المؤمنون في الشارع يحيط بهم رجال الشرطة. لكنهم بغالبيتهم عجزوا عن بسط سجادات الصلاة الخاصة بهم. ويحاولون الإنصات لمفتي روسيا رافيل جاينوتدين الذي كان يتوجه إلى مسلمي روسيا من هذا المسجد.
ويعلن المفتي بشرة سارة: سوف يعاد إعمار هذا المسجد وتوسيعه"، بعدما توفرت الإمكانيات اللازمة "بفضل الله والمسلمين الكرماء".
وعند انتهاء الصلاة يعلو التصفيق والهتافات. وتتوجه جماهير المؤمنين إلى المترو.. البعض يصافح البعض وآخرون يصفرون للتعبير عن سعادتهم.
ويلفت يوري سامويلوف (40 عاما) أستاذ أدب إلى أنهم "غير مسئولين عن اضطرارهم للبقاء في الشارع من أجل أداء الصلاة. هم بحاجة إلى إقامة الصلاة في مكان ما، وقليلة جدا هي المساجد في موسكو".
في العاصمة الروسية، نجد فقط أربع مساجد متاحة للمؤمنين الذين يتراوح عددهم بين مليون ومليوني مسلم وفقا للتقديرات المختلفة.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وفد مئات آلاف المهاجرين من أصول تعود إلى الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى وغالبيتهم من المسلمين، إلى موسكو التي كانت تضم أساسا عددا كبيرا من المسلمين.. وما زالت أعدادهم ترتفع.
Date: 2011-08-30 19:06:59