تحدثت تقارير غربية عن فرار العقيد الليبي معمر القذافي إلى مدينة "سبها" جنوب غربي ليبيا، قبل سقوط باب العزيزية بأيام، بالتزامن مع عملية نقل أموال ضخمة إلى المنطقة الصحراوية ذاتها، بإشراف رئيس الاستخبارات صهر القذافي عبد الله السنوسي.
وبحسب تلك التقارير؛ فإن هذه الأموال التي تقدر بنحو 5 مليارات دولار نقدا تم تهريبها باتجاه "سبها" عبر شبكة الأنابيب الضخمة الموروثة عن مشروع "النهر الصناعي العظيم" الذي يعد أحد المشاريع "الجنونية" التي أطلقها العقيد القذافي في الثمانينيات وتحولت أنابيبه التي يبلغ قطرها نحو أربعة أمتار بعد فشل المشروع إلى مسالك سرية تستعمل للأغراض العسكرية.
وقال خبير فرنسي في الشؤون الأمنية لصحيفة "الأخبار" اللبنانية إن "هذه العملية تشبه ما فعله الرئيس العراقي السابق صدام حسين عشية سقوط بغداد حيث قام بتهريب كميات ضخمة من السيولة النقدية لاستعمالها في تنظيم عمليات المقاومة بعد الاحتلال الأمريكي"، على حد قوله.
وتبدي الاستخبارات الغربية مخاوفها من أن تكون لدى العقيد القذافي الذي وصفته بأنه "يمتلك سوابق عديدة في مجال الإرهاب الدولي" نيات في الانتقام من الدول الغربية المشاركة في حملة الأطلسي عبر تمويل "عمليات إرهابية" وتفجيرات فوق أراضيها وخصوصاً أن منطقة سبها التي جرى تخزين تلك الأموال فيها تبعد أقل من 50 كيلومترا عن الحدود المترامية الأطراف لمنطقة الساحل الأفريقي، حيث من السهل تسريبها إلى خارج ليبيا لتمويل "جماعات إرهابية" وفرق من المرتزقة، لضرب المصالح الغربية في الخارج.
وكان القذافي قد هدد الشهر الماضي بإرسال مئات الليبيين لشن هجمات في أوروبا ردا على الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بليبيا وطالب بوقفها.
وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي مساء الجمعة (8 يوليو ): إن "مئات الليبيين سيستشهدون في أوروبا، لقد قلت لكم إن العين بالعين والسن بالسن ولكن سنعطيهم الفرصة كي يعودوا إلى صوابهم".
وأضاف "ستندمون يا حلف الأطلسي عندما تنتقل الحرب إلى أوروبا"، مضيفا أن جزر الخالدات وجزيرة صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط والأندلس أراض عربية ينبغي تحريرها.
وكان الثوار الليبيون قد سيطروا الثلاثاء على مقر إقامة معمر القذافي في طرابلس موجهين ضربة قاصمة إلى النظام الليبي المتهاوي، لكن مصير الزعيم الليبي لا يزال مجهولا.
وقد حطم الثوار الليبيون الجدران الأسمنتية للمجمع ودخلوه وسيطروا على باب العزيزية (مقر القذافي) بالكامل.
وداخل المجمع الذي يمتد مئات الأمتار والمؤلف من مبان عدة، استولى مئات من الثوار على كميات من الأسلحة والذخائر عثروا عليها في أحد المباني.
وتمددت جثث عديدة على الأرض داخل حرم المجمع يبدو أنها تعود إلى عناصر من قوات القذافي. ولا يزال مصير الزعيم الليبي والقريبين منه مجهولا.
Date: 2011-08-24 18:55:12